ندوة إلكترونية بعنوان "أزمات الحياة" تُركّز على دور الأفراد والمنظمات والحكومات في إدارة الأزمات

عُقدت ورشة عمل بعنوان "أزمات الحياة ودور الأفراد والمنظمات والحكومات في إدارتها" في مقاطعة سردشت، قدّمها رؤوف آذري، ناشط السلام والبيئة.

سردشت: موقع إصلاح للمعلومات 

عُقدت هذه الورشة مساء الثلاثاء، 17 يوليو/تموز 2021، بحضورٍ شخصيٍّ ومتزامناً عبر الإنترنت، لقسم المرأة، بفضل جهود العلاقات العامة للجماعة في سردشت.

في الجزء الأول، اعتبر رؤوف آذري الأزمة واقعًا حتميًا في الحياة الاجتماعية، وأضاف:

"الأزمات بطبيعتها أساسٌ لتكوين التهديدات والفرص، والتي بحسب نوعها وشدتها ونطاقها البيئي، قد تُلقي بظلالها على النظام الاجتماعي والثقافي والسياسي، وما إلى ذلك، وتَضع القائمين على السلطة في مواقف صعبة ومحفوفة بالمخاطر."

ومن خلال وصف أنواع الأزمات الطبيعية وغير الطبيعية، قسّم الموقف والأداء إلى ثلاث مراحل: "قبل الأزمة، وأثناء الأزمة، وبعدها"، وحلل دور الجهات الفاعلة الاجتماعية والمؤسسات العامة والحكومات في كل مرحلة.

وأكد باحث سياحة السلام على أربعة مبادئ رئيسية في مرحلة ما قبل الأزمة:

وشرح تحديد التهديدات الطبيعية والاجتماعية والسياسية والتعليم الشامل والثقافة الوقائية وتعزيز الاستعداد النفسي - التماسك الاجتماعي والمطالب الهيكلية لتعزيز مكانة المؤسسات العامة في صنع القرار كمبادئ رئيسية قبل الأزمة.

واقترح هذا الناشط البيئي أربعة تدابير أساسية لمرحلة (أثناء الأزمة)، وهي:

الحفاظ على السلام النفسي للمجتمع

تعزيز التضامن والثقة المتبادلة بين الأحياء؛ ودخول المتطوعين السريع والنشط لتقديم الإغاثة؛ وتنسيق التعاون مع وكالات الإغاثة لتوفير الموارد الحيوية كالماء والكهرباء والغذاء، وغيرها، على الفور.

وفي وصفه للمرحلة الثالثة، حلل آذري ثلاثة اتجاهات رئيسية.

وفي معرض شرحه لمرحلة ما بعد الأزمة، حدد آذري إعادة الإعمار الاقتصادي من خلال تسهيل التوظيف واستعادة الروح المعنوية العامة وتعزيز خطاب الأمل ونقل رسالة السلام والحياة إلى المجتمعين المحلي والعالمي، كتوجه لما بعد الأزمة.

وفي هذا السياق، استشهد آذري بأداء أهالي سردشت كمثال، حيث نقلوا، بعد الهجوم الكيميائي، رسالة سلام ورحمة إلى العالم.

وتابع مؤسس مؤسسة السلام والتنمية في جزء من كلمته قائلاً: "الأزمة التنظيمية هي حالة غير متوقعة ومفاجئة تُهدد بشكل خطير أداء المنظمة أو هيكلها أو بقائها. قد تنجم هذه الأزمة عن عوامل داخلية مثل سوء الإدارة، أو المشاكل المالية، أو إخفاقات في العمليات، أو تنبع من عوامل خارجية مثل الكوارث الطبيعية، أو التغيرات السياسية، أو الحوادث الصناعية، أو الهجمات الإلكترونية.

وفي ختام اللقاء، أشاد هذا الناشط في مجال السلام والبيئة بجهود النشطاء الاجتماعيين في أزمات كرمانشاه، وفيضانات بلوشستان، وجرجان، وآقالة، وجاميش، ولرستان، وخوزستان، وزلزالي قطور وخوي، وأزمة العتالین في الانهيار الجليدي.

وأشار تحديدًا إلى دور التثقيف قبل الأزمات والتكوينات قبل الكوارث، وأشاد بدور الشخصيات والمنظمات في الحد من آثار الأزمة، وحتى أثناءها في تخفيف معاناة المتضررين، ومشاركة الشيوخ والمنظمات في التعليم والإغاثة والتمكين الاجتماعي. كما ذكر أفرادًا ومنظمات كان لها دور فعال في الصمود الاجتماعي في المدارس والمساجد والملاعب الرياضية.

وفي إحدى شرائح هذا البرنامج، عُرضت صورة لشخصيات ثقافية وفنية واجتماعية متنوعة لعبت دورًا في الأزمات الأخيرة جنبًا إلى جنب، مُمثلةً رمزًا للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي في خضم الأزمات.

وفي فقرة أخرى، أكد رؤوف آذري أن إدارة الأزمات ليست مجرد إجراء إغاثي، بل هي أيضًا عملية ثقافية وتربوية واستراتيجية لبناء مجتمع مرن يتمتع بحياة متعاطفة وتجربة حياة كريمة. وفي الختام، دعا المشاركین، وخاصةً المسؤولات في الدولة اللواتي رافقن الورشة عبر الإنترنت، إلى:

الاهتمام بتشكیل مجموعات منظمة من العائلات والأحیاء والنقابات والأریاف وغيرها للمساهمة في مشروع بناء الثقة والمصداقية في الطبقات الاجتماعية

والسعي للحد من معاناة الآخرين بأفضل ما يمكن دون أي حدود، وبدءًا من الغد، بشكل فردي وجماعي وتنظيمي، للتوجه إلى الأفراد والمجموعات والمنظمات التي تلعب دورًا، مهما كان صغيرًا، في تحسين وضع الآخرين، والحد من المعاناة الإنسانية، والخدمة دون مقابل، والاحتفاء بجهودهم في منع الأزمات وخدماتهم السابقة في وقف الأزمات قبل وقوع أزمة أخرى.